الخميس، 30 سبتمبر 2010

أول فيلم وثائقي عن الراهب المصري "متى المسكين" ينافس على جائزة مهرجان الإسماعيلية


القاهرة - د ب أ - كشف المخر-ج المصري إياد صالح عن مشاركة الفيلم الوثائقي التسجيلي "متى المسكين الراهب والبابا" في المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية.
ويعد الفيلم هو الأول من نوعه حول الراهب المصري الشهير "1919  2006" الذي قضى حياته كلها في الصحراء وكان أول جامعي يدخل الدير وأحد أبرز معلمي "مدارس الأحد" في بدايات ظهورها ومشرفا على تعليم عدد كبير من قيادات الكنيسة المصرية الحاليين وبينهم البابا شنودة نفسه.
وقال إياد صالح مخرج الفيلم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) إن الفيلم واجه الكثير من الصعوبات خلال فترة التصوير كون المواد الفيلمية أو الصوتية المتاحة عن الراهب متى المسكين نادرة ورغم أن الكثير من المصريين يعرفونه كراهب كبير إلا أن قلة قليلة يعرفونه جيدا ويدركون أنه شخص جدلي وبالتالي يرفضون الحديث عنه.
وأشار إلى أن الكثير من قيادات الكنيسة المصرية رفض الحديث معه رغم تأكيدهم جميعا على أنه شخصية هامة ولها مواقف وأفكار جديرة بالتوثيق والتحقيق مثل موقفه من الفتنة الطائفية وقضية تحديد النسل وغيرها.
ويسرد الفيلم الذي أنتجته شركة "أي فيلم" السيرة الحياتية للراهب المثير للجدل رغم أنه لم يغادر الدير الذي كان يعيش فيه تقريبا طوال حياته بدءا من اللحظة التي قرر فيها أن يبيع كل ممتلكاته ويوزعها علي الفقراء ويدخل الدير عام 1948 ليصبح أول جامعي حاصل على شهادة في الصيدلة يدخل سلك الرهبنة التي كانت قبله مقصورة على محدودي التعليم.
وللراهب موقف شهير في أزمة 1981 حيث رفض الجلوس على الكرسي البابوي بعد عزل الرئيس المصري الراحل أنور السادات للبابا شنودة.
واختارت مجلة "نيوزويك" الأميركية الراهب متى المسكين ضمن أهم 4 رهبان في العالم وهو مفكر وصاحب كتب بينما يدعو الفيلم إلى استخدام آرائه وأفكاره للحد من الفتنة الطائفية التي تشتعل جذوتها تحت الرماد في مصر حاليا.
ويستضيف الفيلم في أحداثه التي تمتد إلى 50 دقيقة 12 ضيفا للحديث عن الراهب متى المسكين بينهم أستاذ القانون والوزير السابق يحيى الجمل والمؤرخان ميلاد حنا وكمال زاخر وأستاذ علم اللاهوت وقس كنيسة مسطرد عبد المسيح بسيط والكاتب الصحفي عادل حمودة إضافة إلى الباحث ضياء رشوان والدكتور عاطف العراقي وفايز فرح وأندريا زكي.
وتدور أحداث الفيلم من البدايات حول اتخاذه قرار الرهبنة بعد حصوله على بكالوريوس الصيدلة ثم دخول الدير وكتاباته وأفكاره وتطويره لدير الأنبا مقار ليتحول إلى أحد أهم الأديرة في مصر ثم ترشيحه لكرسي البطريركية خلفا للبابا يوساب الثاني عام 1956 ثم ترشيحه لكرسي البابوية خلفا للبابا كيرلس عام 1971 ودوره في أزمة عزل البابا شنودة عام 1981 وصولا إلى بقائه في الدير حتى وفاته عام 2006.
ومنذ دخوله الدير عام 1948، اختار متى حياة العزلة وأسّس النظام الحالي للأديرة في مصر الذي يرتكز على تأمين سكّان الدير متطلباتهم الحياتية بأنفسهم وعدم الارتباط بالعالم الخارجي إلا في أضيق الحدود.. وبينما يتعامل الكثير من الأقباط والمسلمين في مصر مع متى المسكين باعتباره نموذجًا لرجل الدين المتصوف، يغوص الفيلم في التعتيم الذي تعرّضت له سيرته في الكنيسة المصرية بسبب أفكاره التي تختلف مع سياسة البابا شنودة.. إذ يعتبر المنتقدون أن البابا شنودة حوّل الكنيسة إلى دولة مستقلة وجعل انتماء الأقباط لها يوازي انتماءهم لبلدهم الكبير.. وهو الأمر الذي
أسهم في أن تلعب الكنيسة دورًا سياسيًا، وخصوصًا في ما يتعلق بالعلاقة مع النظام الحاكم في مصر..
أما "متى المسكين"، فكان يدعو دومًا إلى فصل الكنيسة عن الدولة، معتبرًا أنّ الخلافات تكون دومًا بين الشعب والحكومات لا بين المسلمين والمسيحيّين.. وهي الأفكار التي ما زال يدعو إليها المحذّرون من الفتنة الطائفية بغض النظر عن الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إليها.
لكن اليوم، يعتبر بعضهم في الكنيسة المصرية أنّ هذه الأفكار تضر بحقوق المسيحيين، وهو ما يفسر وجهة النظر التي طرحها الفيلم عن تهميش تاريخ الأب متى المسكين، ومنع توزيع مؤلفاته في الكثير من الكنائس المصرية، وعدم الاستعانة بتلاميذه في أي مهمات دينية.. والمعروف أنّ الأب متى المسكين رفض تولي الباباوية حين عزل الرئيس أنور السادات البابا شنودة عام 1981.. وهي واقعة يتناولها الشريط، إضافةً إلى الكثير من مقاطع الفيديو النادرة وشهادات 14 شخصية إسلامية ومسيحية حول العلاقة الشائكة بين البابا شنودة والأب متى المسكين..
وقد استعان إياد صالح بأحد الممثلين لأداء مشاهد تحاكي الأحداث الحقيقية التي مر بها الأب متى المسكين منذ ترك مهنة الصيدلة ووزّع ممتلكات عائلته على الفقراء واحتفظ فقط بثمن تذكرة القطار الذي أوصله إلى الدير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق