الاثنين، 27 سبتمبر 2010

نياحة القديس المعلم جرجس الجوهري ( 17 تـــوت)

 
 
http://img534.imageshack.us/img534/3588/50252129720200411827130.jpg.
 
جرجس الجوهري المعلم




هو شقيق المعلم إبراهيم الجوهري، وليست شهرته فقط في علو المنصب وعظم المكانة، بل لِما امتاز به من العقل وكرم الأخلاق وعمل المعروف للجميع بدون تمييز بين مسلمٍ ونصرانيٍ وعدم التدخل فيما لا يعنيه وعظم النفس والصدق، حتى نال ثقة الجميع على اختلاف أجناسهم ومشاربهم. وقد باشر أمور الحكومة في أربعة عهود مختلفة واحتك بكثير من حكام متباينين في العادات والأخلاق والدين.

1. مدة حكم المماليك يذكر التاريخ أنه لما مات أخوه المعلم إبراهيم الجوهري قلده إبراهيم بك منصبه فأصبح كبير كتبة مصر. اقتدى بأخيه في كل شيء حتى نال ثقة المصريين، مسيحيين ومسلمين. كان بين الكتبة الذين تحت إدارته رجل سوري الأصل يُدعى يوسف كسّاب سوّلت له نفسه أن يوشي به لدى إسماعيل بك الذي غضب عليه وعزله من منصبه، لكن بعد مدة وجيزة اكتشف إسماعيل بك كذب يوسف وخيانته، فأمر بتغريقه في نهر النيل، وأعاد المعلم جرجس إلى منصبه.

2. مدة الحملة الفرنسية مع أن الحملة الفرنسية تمثل فترة قصيرة جدًا بالنسبة لتاريخ مصر (1798-1801م) لكنها تمثل دورًا هامًا في تاريخ الأقباط. كان الأقباط في موقف لا يُحسدون عليه. فمن ناحيةٍ جاء نابليون بونابرت إلى مصر لُيقيم إمبراطورية في الشرق الأوسط تحت دعوى الدفاع عن الإسلام، فلم يترك فرصة إلا وأظهر ودّه للمسلمين والإسلام، فكان يلبس الزي الشرقي ويصحب قادته إلى المسجد ومعه مائة شيخ ليتلو التواشيح، ويحرك رأسه متظاهرًا بالتقوى، لكن المسليمن أدركوا ما في أعماقه أنه لا يؤمن بالدين. ومن الجانب الآخر يروي لنا يعقوب بك نخلة أنه لما شاع الخبر أن الجنود الفرنسيين قادمون، واشتغل الأمراء بالاستعداد لمقابلتهم اختل النظام وسادت الفوضى، وكثر اللصوص وقطّاع الطرق في البلاد، وهاج سكان القاهرة على بيوت النصارى الأقباط والسوريين والإفرنج والأروام بدعوى البحث عما فيها من الأسلحة. واتخذ أهل الفساد والطمع هذا ذريعة، فنهبوا بيوت الذين لا قدرة لهم على المقاومة. وأشار البعض بقتل جميع النصارى عن آخرهم. فعارضهم في ذلك إبراهيم بك وقاومهم ومنعهم، واحتمى بعض النصارى الإفرنج وغيرهم في داره... وهجم رعاع الناس على بيوت البكاوات والأمراء الذين فروا أمام الفرنسيين ونهبوها. لكن شعر بونابرت بحاجته إلى خبرة الأقباط خاصة في جمع الضرائب كما يظهر من رسالته إلى الجنرال كليبر في 22أغسطس 1700م.

لقد تعرف على المعلم جرجس، وكما يقول توفيق إسكاروس: "لما قُضي الأمر وانتصر نابليون بجيوشه على المماليك في إمبابه ووصلوا إلى بولاق كلف (مراد بك) المعلم جرجس بإعداده لنزول نابليون فيه ففرشه وجهزه، ولما دخل القاهرة أقام به. ومن ذاك الحين عرفه نابليون وكليبر ومنومن بعده وتحققوا فيه سداد الرأي والحلم. فكان في نظرهم عميد الأقباط واحترموه غاية الاحترام". اعتبره الفرنسيون عميد الأقباط، فأجلّوه واحترموه، واستصحبه نابليون بونابرت في إحدى المهام، كما استصحبه الفرنسيون في عبورهم للنيل عند بولاق عقب وصول الجيش العثماني إلى أبي قير بصحبة حلفائهم الإنجليز. وظل المعلم جرجس محافظًا على رئاسة الكتاب والمباشرة وحائزًا على ثقة الفرنسيين ورضاء أعيان المصريين وكبار المشايخ والسادة، حتى تم جلاء الفرنسيين عن مصر في سنة 1081م.

3. مدة حكم الأتراك حينما دخل الأتراك والمماليك القاهرة على أثر انسحاب الفرنسيين، ساد الاضطراب وهرب عدد كبير من الأقباط إلى مصر القديمة والجيزة. يصف الجبرتي ما عاناه الأقباط فقال: "أما أكابر القبط مثل جرجس الجوهري وفلتيوس وملطي فإنهم طلبوا الأمان من المتكلمين من المسلمين لكونهم انحصروا في دورهم، وهم في وسطهم، وخافوا على نهب دورهم إذا خرجوا فارين. فأرسلوا إليهم الآمان فحضروا وقابلوا الباشا والكتخدا والأمراء وأعانوهم بالمال واللوازم". وفي أول سنة 1803م ثار الجنود الأتراك وزحفوا على حارة النصارى ونهبوا بيت المعلم جرجس الجوهري وأخذوا منه أشياء نفيسة. يقول الجبرتي بأنه في يوم الأحد 15 صفر سنة 1219هـ أشيع بأن فرمانًا صدر ضد النصارى أنهم لا يلبسون ثيابًا ملونة، ويقتصرون على لبس الأزرق والأسود فقط. فبمجرد الإشاعة وسماع ذلك ترصد جماعة من الغوغاء لمن يمر عليهم من النصارى ولمن يجدوه بثياب ملونة يأخذون طربوشه ونعله الأحمر ويتركون له الطاقية والحزام الأزرق. ولم يكن القصد من ذلك الانتصار للدين بل السلب وأخذ الثياب؛ ثم أن النصارى صرخوا إلى عظمائهم فسمعوا لشكواهم، ونودِيَ بعدم التعرض لهم.

4. مدة حكم محمد علي يقول الجبرتي أن محمد على باشا بدأ تصرفاته بالعمل على تعزيز كلمته وإظهار سلطانه وتأييد مقامه واسترضاء الجند وصرف المتأخر من مرتباتهم، ففرض على قبط مصر وعلى عظمائهم جزية. قال صاحب الكافي: "قبض على المعلم جرجس الجوهري معلم مصر يومئذ وصاحب خراجها، وعلى جماعة من عظماء القبط وسجنهم ببيت كتخدا، وطلب من المعلم جرجس الجوهري حسابه عن سنة 1215م". بعد أن تولى محمد علي الحكم نال لديه المعلم جرجس المقام الأول لِما يسديه إليهم من الهدايا والعطايا، حتى كانوا يسمونه جرجس أفندي. وكان عظيم النفس ويعطي العطايا ويوزع على جميع الأعيان عند قدوم شهر رمضان الشموع والسكر والأرز والبن والملابس. غير أن الوالي سرعان ما انقلب عليه بعد ذلك مختلقًا سببًا وهو عدم مبادرته إلى جباية كل ما كان يطلبه من الضرائب، ولعل ذلك كان شفقة من المعلم جرجس على الأهالي، فقبض عليه ومن معه من الأقباط بحجة أن في ذمته مبالغ متأخرة من حساب التزامه.

يقول توفيق إسكاروس: "في يوم الأربعاء 17 جمادي الأولى سنة 1220هـ قبض محمد على باشا على جرجس الجوهري ومعه جماعة من الأقباط، فحبسهم ببيت كتخدا، وطلب حسابه من ابتداء سنة خمسة عشرة، وأحضر المعلم غالي الذي كان كاتب الألفي بالصعيد وألبسه منصبه في رآسة الأقباط... وفي يوم الأربعاء (24 منه) افرجوا عن جرجس الجوهري ومن معه على أربعة آلاف وثمانمائة كيس وأن يبقى على حاله. فشرع في توزيعها على باقي الأقباط وعلى نفسه وعلى كبرائهم وصيارفهم ما عدا فتيوس وغالي، وحوّلت عليه التحاويل وحصل لهم كرب شديد وضج فقراؤهم واستغاثوا. اضطر المعلم جرجس إلى بيع كثير من أملاكه في الأزبكية وقنطرة الدكة، ثم لجأ إلى الصعيد ويُقال أن محمد علي قد نفاه هناك. قبل رحيله إلى الصعيد جمع كل حجج أملاكه وسلمها إلى البطريركية كوقفٍ لها لتنفق من ريعها، وقد صُرح له بالعودة إلى القاهرة بعد أربع سنوات فعاد سنة 1809م وقابل الباشا فأكرمه، ثم نزل بيته الذي كان المعلم غالي قد أعده له، وتقاطر وجوه المدينة من جميع الملل للترحيب به، ولكن المنية عاجلته فتنيح في سنة 1810م ودفن بدير مار جرجس بمصر القديمة بجوار أخيه المعلم إبراهيم الجوهري. كتب المؤرخ الجبرتي عنه قائلاً أنه نافذ الكلمة، واسع الصدر، عظيم النفس، أما خدماته للأقباط فلا تقل عما فعله أخوه المعلم إبراهيم الجوهري، فكان شريكه في تعمير الكنائس والأديرة ووقف العقارات عليها إلى غير ذلك من وجوه البر والإحسان.



السيرة من مصدر آخر

لما مات اخوه المعلم ابراهيم الجوهري قلده ابراهيم بك منصبه، فسار على نهجه واقتدى بشقيقة في كل شئ حتى نال ثقة جميع المصريين، وكان بين الكتبة تحت يده كاتب مسيحي من اصل سوري يدعى (يوسف كساب) سولت له نفسه الشديدة ان يسعى لدى مخدومها اسماعيل بك بوشاية ضد المعلم جرجس واتهمه بما هو ليس فيه، ولأن المعلم جرجس كان من اتباع على بك الكبير خصم اسماعيل هذا، صدق اسماعيل وشاية يوسف، وغضب على المعلم جرجس، وانزله من درجة الوظيفة وعين بدله رئيسا اخر للدواوين، ولكن بعد فترة ظهر له كذب يوسف كساب، فأمر باغراقه في النيل واعادة المعلم جرجس الجوهري الى منصبه مرة اخرى

علاقة جرجس الجوهري بنابليون:

لما غزت الحملة الفرنسية مصر وانتصر الفرنسيون على المماليك، ووصلوا الى بولاق كلف المعلم جرجس رئيس المباشرين بأن يعد بيت الألفي لنزول نابليون فيه، مجهزة وفرشة وأقام فيه نابليون، ومن هنا عرفه نابليون، واهداه جبه مزركشة بالنصب ليلبسها في ايام الشريفة، ولما سافر نابليون الى السويس متبعا ابراهيم بك استصحب معه بعض الاعيان والمديرية وفى مقدمتهم المعلم جرجس الذي كان يعتمد عليه في المهام الكبيرة، كما رافق الفرنساوين هو وبعض اعيان القبط الى الوجه البحري لاقرار الصلح بين المقاتلين ويذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى انه (لما احتفل الفرنساويون بأحد اعيادهم دعوا اعيان المصريين كان المعلم جرجس بينهم لابسا ملابس الافتخار، ولما حدثت الثورة ضد الفرنساوية طلب المعلم جرجس وبعض اعيان الاقباط من مقدمي المسلمين الامان لأنهم اتحصروا في دورهم وهم في وسطهم وخافوا نهب بيوتهم اذا خرجوا فارين، فأرسل اليهم الامان، وقابلوا الباشا والكتخدا والامراء، واعانوهم بالمال واللوازم)

ولما تولى محمد على باشا الحكم سنه 1805 نال المعلم جرجس الجوهري في عهده المركز الاول، الا ان الامر انقلب ضده عندما طالبه محمد على بأموال كثيرة، وكان يستحمله في الوفاء بها، ولما لم يف بما طلبه منه قبض عليه ومعه بعض المباشرين الاقباط بحجة انه تأخر عن دفع ما عليه الاموال، وحجزوا في بيت كتخدا، وعين بدله المعلم غالى الذي كان كاتبا عند الألفي عدو محمد على باشا

وظل جرجس مسجونا سبعة ايام وافرج عنه بشرط ان يدفع اربعة آلاف وثمانمائة كيس، فدفع جزء اعظيمامته ووزع الباقي على الكتاب والصيارفة ما عدا المعلم غالى والمعلم فيلوتاؤس، واخطر جرجس ان يبيع افخر املاكه بجهة الازبكية وقنطرة الدكة وباع لمحمد على كل ما كان يملك، وقبل انه نفى الى الصعيد بأمر محمد على، وقبل هروبه الى الصعيد جمع كل حجج املاكه الباقية وسلمها للبطريركية لتنفق من ريعها ، فوضعت البطريركية اليه عليها وظلت في حوزتها، وظل هو منفيا في الصعيد اربع سنوات عفي عنه بعدها ليعود الى القاهرة المحروسة في سنه 1224 ه، وقابل الباشا فاكرمه وعاد الى بيته بحارة الو نديك وكان المعلم غالى قد جهزه له وظل به الى ان مات سنه 1225 ه ودفن بمصر العتيقة اسفل كنيسة كان قد بناها هو واخوه باسم مارجرجس وله صورة عليها وهو يلعب على الناي الذي كان يجيد الترتيل عليه

بركة صلواته تكون معناhttp://img440.imageshack.us/img440/3465/33586151488604891759100.jpg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق